محمد خالد يكتب: الإنسان في مواجهة البهلوان




علمت البشرية بأن هناك مسرحية ستُعرض بالمجان


ذهب الجميع ليشاهدوا “حكاية الزمان” وليحجزوا مقاعدهم قبل فوات الآوان ..


في الكواليس كان هناك من يراقب الأحداث بإمعان


بعينين تملؤهما الترقب والحماسة حتى كادا أن يشتعلان


أخذ يُراقب عن كثب امتلاء المكان


وما لبث أن شعر بأن المكان قد امتلأ وبدأ يعم السلام.


 


حتى خرج البهلوان ..


وبدأ الجميع بالتصفيق الحار


على المسرح يتحرك الشيطان خلف قناع البهلوان


يُحيكُ لكل من حوله القصص، ويُسمعهم الحكايات بدءاً بكلمات تُطرب الأذان؛ “كان يا ما كان


تلك القصص يصدقها الأولاد، وماهي إلا خرافات يضع لها عنوان


أولاد يجلس نصفهم على مقاعد ثَرية، والباقون يفترشون من حولهم الأرض رغم برودة وقسوة المكان


يهدي من يجلسون بالأعلى الهدايا والألعاب، ويترك الباقين دون طعام


يُدرك أنه تمييز أن يهدي بعضهم السعادة، ويترك للآخرين الآلام


ألا يحق للإنسانية أن يتساوى الإنسان مع أخيه الإنسان ؟!


 


كانت هناك خارطة وبجانبها ألوان أمسك بها البهلوان


يلهو ويلعب ويعبث بخارطة الأوطان


يحذف، ويضيف، ويقسِّم كما شاء دون محاسبة من أياً كان


يُداوي المريض ويهتم بالغلبان، تحت ذريعة “حقوق الإنسان


هكذا عرفناه .. أو قل هكذا صدّقه البعض على مر التاريخ والزمان


 


يرسم البسمة في وجه الجميع، وفي الخلف يطعن كل إنسان


وله ظلٌ عجوز يرافقه يرتدي تاجاً، ويحمل في يده صولجان


له العديد من الكومبارس والأذرع التي تحاوطك من كل مكان


يُوهمك بأنه القوة الحامية لك، وفي وجوده لاتشعر أبداً بالأمان


وإذا تجرأ أحدهم واعترض، طُعن تحت مُسمى أنه خائن وجبان


يقلب الحقائق دائماً حسب المصلحة، فهو يلعب على كل الأحبال


أنسيتم أنه بهلوان ؟! ..


 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *