ذكرى وفاة الملك فؤاد الأول.. تعرف على كتب تناولت حياته
تحل اليوم ذكرى وفاة الملك فؤاد الأول، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 28 أبريل 1936، وكان سلطان مصر في الفترة من 1917 إلى 1922، ثم غير اللقب وأصبح ينادى بملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، وذلك منذ إعلان استقلال مصر في 15 مارس 1922 بعد تصريح 28 فبراير 1922 برفع الحماية عن مصر.
وقد حقق الملك فؤاد الأول مجموعة من الإنجازات التي شهدتها مصر في عصره حيث أسس الجمعية السلطانية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، وقام بافتتاحها في 8 أبريل 1909، وأسس جمعية لترغيب السياح في زيارة البلاد المصرية ومشاهدة آثارها وذلك في عام 1909، ورأس جمعية الهلال الأحمر في مصر في 2 مارس 1916، كما أمر بتشييد مبنى البرلمان، وإصدار الدستور، وتأسست في عهده الجامعة المصرية عام 1925 التي حملت اسمه عام 1940 بعد ضمها للحكومة.
ونتيجة لمساعيه قبلت المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا أن يتعلم بعض الطلبة المصريين مجانًا في جامعات لندن وباريس وروما، وانتُخب زميلًا شرفيًا لكلية الجراحين الملكية بإنجلترا في 1 أغسطس 1929، وفي عهده كانت صناعة أول دواء البلهارسيا حمل اسم الفؤادين وهناك مجموعة من الأعمال الأدبية التي ذكرت شخصية الملك فؤاد الأول منها مسلسلات مثل “أوراق مصرية – الملك فاروق – ملكة في المنفى – أهل الهوى المسلسل التركي عاصمة عبد الحميد عن قصة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني” بالإضافة إلى كتب أخرى.
فحسب ما جاء في كتاب “المقتطف”: منذ ولادته بالجيزة في سنة 1868 ومصر تتقلب بين حوادث التاريخ، نزل والده من العرش فذهب معه إلى أوربا حيث تلقى العلوم العامة والعسكرية، وعاد إلى مصر عندما تولى الأريكة الخديوية ابن شقيقه الحيدو عباس الثاني، فكان إلى جانب الخديوي قلاق سنوات متوالية استقال في نهايتها وانصرف إلىخدمة بلاده بخدمة المنشآت والهيئات العلمية والعمرانية فيها، ومن بواعد المجد المقترن باسمه أنه أدرك وهو لا يزال في ميعة الشباب مدى التبعة العظيمة الواقعة على أمير يحب أن يخدم بلاده، وعظم المشقة التي يعانيها في سبيل هذه الخدمة واتساع نظاق العمل المجدي، ومع ذلك انصرف إليه بما عرف فيه من همسة عالية ونظر ثاقب وقد أثرت عنه كلمة تلخص فيها هذه الناحية من حياته إذ قال “ليس شيئًا أن تكون أميرًا، وإنما كل شيء أن تكون نافعًا، وحسبما الإشارة في هذا الصدد إلى الهيئات العلمية والعمرانية التي تنسب إليه الآن “كجامعة فؤاد الأول”، و”مجمع فؤاد الأول”، و”معهد فؤاد الأول” للدلالة على الأثر العظيم الذي خلفه في هذه البلاد، ولما عرض عليه العرش المصري كانت أحوار السياسة مضطربة، وعروش الملوك غير راسخة، ومستقبل مصر تحي ط به غلالة من الغموض، وكان اعتلائه العرش تبعة لا متعة، ولكن الأمير فؤاد أقدم ثقة منه بأنه وهو على الأريكة يستطيع أن يسدي إلى بلاده خدمات لا يستطيعها في ساحة العلم والعمران وحدها، فكان له في منصبة السامي من خبرته السابقة وتجاربه وحكمته ما جعله العامل الفعال في حفظ التوازن في فترة الانتقال من الثورة إلى الاستقرار والتعمير، ومن السلطنة إلى المملكة الدستورية.
وجاء في كتاب “تاريخ مصر عبر العصور – الجزء الثالث للدكتور محمد ناصر قطبي”: الملك فؤاد الأول أول ملك دستوري لدولة مصر المستقلة منذ عدة قرون، وكرئيس للدولة المستقلة، قام الملك فؤاد بزيارات رسمية لعدة عواصم في أوروبا للتعارف على حكامها وليقدم لهم دولته الحديثة، و تم الترحيب به كند لهم، وعلينا أن نراعي أن في تلك الفترة، بعد الحرب الكبرى، كانت أوروبا هي مركز القوة في العالم، ولأول مرة يكون لمصر سفارات لدى كبرى الدول بعد أن كان لديها تمثيل قنصلي فقط، السفارات كانت لدولة الخلافة العثمانية التي إحتلت مصر منذ عام 1517! وحظيت بعض تلك السفارات المصرية بمواقع مرموقة في أهم العواصم.