الكويت تدعو إلى تدخل سريع لإنقاذ التراث الثقافى العالمى من تغير المناخ
دعت دولة الكويت إلى تدخل سريع وتدابير مناسبة من أجل إنقاذ التراث الثقافى العالمى من تأثيرات تغير المناخ وأكدت فى هذا الصدد إلى أهمية البعد العالمى وتوفير تعاون متعدد الأطراف.
وشدد مندوب الكويت الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) السفير الدكتور آدم الملا – أمام المنتدى العالمى السادس للحوار بين الثقافات الذى يعقد فى باكو عاصمة أذربيجان بالشراكة مع (يونسكو) وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة فى جلسة عامة بالمنتدى تحت عنوان (حماية ماضينا ومستقبلنا: التراث الثقافى فى وجه تغير المناخ).
ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية اليوم / الخميس / – أكد السفير الدكتور آدم الملا الضرورة الملحة التى تفرضها مجموعة متزايدة من الأدلة إلى تسلط الضوء على مدى “ضعف التراث الثقافى أمام تأثيرات تغير المناخ”.
وأشار إلى أن مواقع تراثية شهيرة تواجه مخاطر وشيكة نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر والتآكل والتصحر قائلا ومن دون تدخل سريع وتدابير مناسبة فإن هذه الأصول الثقافية التى لا تقدر بثمن معرضة لخطر الضرر أو الخسارة التى لا يمكن إصلاحها.
وأكد أن التقاطع بين الحفاظ على التراث وتغير المناخ والحوار الثقافى يمثل دليلا قويا على العلاقة بين الإنسانية والبيئة وذلك من خلال تعزيز الحوار الذى يربط بين وجهات النظر والقيم والتقاليد المتنوعة والتجارب اليومية العملية حيث يمكن صياغة مسارات نحو التكيف المرن بالإضافة الى الحفاظ على الهويات الثقافية فى مواجهة التغير البيئي.
وقدم السفير الملا عرضا عن عمل (يونسكو) فى هذا الصدد الذى أدى فى ضوء جهود الدول الأطراف والهيئات الاستشارية والمنظمات الدولية والخبراء بمجال الحفاظ على التراث وتغير المناخ إلى تطوير وتحديث وثيقة سياسة بشأن دمج اعتبارات تغير المناخ فى ممارسات الحفاظ على التراث.
وكانت (الوثيقة السياسة المحدثة بشأن العمل المناخى للتراث العالمي) اعتمدت بعد مناقشات متعمقة وتوصية الدول الأعضاء فى عام 2023.
وأشار السفير الملا فى مداخلته الى البعد العالمى موضحا أن مواجهة تغير المناخ يتطلب عملا متعدد الأبعاد وتعاونا متعدد الأطراف فيما أكد أن هذا يستدعى مشاركة (يونسكو) النشطة مع أصحاب المصلحة الدوليين.
ودعا الى تعاون “فعلى وعميق” مع قطاعات التعليم والثقافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية لليونسكو عبر برامج وممارسات جيدة وتعبئة الموارد معربا عن أمله فى أن يشكل هذا الحوار بذرة لتعزيز العمل على المستوى العالمى فى الحفاظ على التراث فى مواجهة تغير المناخ.
ومن المقرر أن يختتم المنتدى العالمى السادس للحوار بين الثقافات انطلق أمس تحت عنوان (الحوار من أجل السلام والأمن العالمي: التعاون والتوصيل البيني) فى باكو أعماله غدا الجمعة.
ويعد المنتدى بمثابة منصة فريدة للمؤتمرات الدولية والمنظمات والقادة البارزين للمشاركة فى خطاب حول القضايا العالمية الملحة التى تتجاوز الحدود الوطنية.
يذكر أن موضوع هذا العام يؤكد الدور الحاسم للتفاهم بين الثقافات والجهود التعاونية فى معالجة التحديات المعقدة فى السلام والأمن العالمى والحفاظ على التراث الثقافى وتغير المناخ والسلام من أجل الثقافة وغيرها الكثير من الأمور المهمة.
وعقد خلال المنتدى العديد من الجلسات العامة رفيعة المستوى مع خبراء وعلماء وصانعى القرارات فى محاولة للبحث عن حلول لمواجهة التحديات العالمية الحاسمة.