احتفالات كرنفالية.. تعرف على عادات البورسعيدية في شم النسيم وحلول الربيع




اعتاد أهالى محافظة بورسعيد فى فصل الربيع من كل عام على الاحتفال بقدومه بطريقة فلكلورية تميزوا بها عن باقى محافظات مصر، تبدأ من ليلة شم النسيم، والتى تقام فيها الاحتفالات الشعبية المبهجة فى أغلب الشوارع والميادين بمختلف الأحياء الشعبى منها والراقى على حد سواء.


ويتنافس أهالى كل حى من الأحياء الـ ٦ فى إقامة احتفالهم بقدوم الربيع، حيث يتم صنع دمية “الالنبى” من القماش أو المحشوة بالقش ويلبسونها ملابس رجالى قديمة ليتم تعليقها فى منتصف الشارع وحرقها فى منتصف الليل، فى عادة فلكلورية حيث ترجع تسمية دمية “اللمبي” نسبة إلى “إدموند ألنبي”، ضابط بريطانى اشتهر بدوره فى الحرب العالمية الأولى، واستيلاء بلاده على أراضى فلسطين وسوريا عام 1918 و1917، وعمل ألنبى مندوبًا ساميًا لبريطانيا فى مصر، وكانت رتبته “فايكونت أول”، وعرف عنه قسوته وشدته مع العرب والمصريين، واضطهاده لأبناء إقليم قناة السويس.


ومع فرض القوات البريطانية لحظر التجول فى مدن القناة، خرج أهالى المدن الثلاثة رفضًا للحظر، وأثناء تجوله راكبًا أحد المراكب فى قناة السويس قاموا بالخروج وأعدموا دمى كبيرة ترمز له، وحرقوها أمامه، وتم عزله عن العمل كمندوب سامى فى مصر، وعاد إلى بلاده، إلا أن التقليد استمر سنويًا حتى اليوم كنوع من المقاومة والنضال على مر تاريخ مصر ومدن القناة خاصة فى محافظة بورسعيد الباسلة، ويتنافس الفنانون على صناعة دمية اللنبى وعرضها على مسارح.


وبالتزامن مع حرق دمى “اللمبى أو الالنبي” يتم إقامة الحفلات الغنائية على انغام آلة السمسمية التراثية التى تميزت بها محافظة بورسعيد ومدن القناة، وذلك أيضا فى مختلف الشوارع لاسيما شوارع حى العرب والمناخ اقدم الاحياء الشعبية بالمحافظة، وسميت تلك الحفلات الشعبية “بالضمة” حيث يجلس اعضاء الفرق الغنائية فى منتصف الشارع ويتلف حولها المواطنين منضمين إليها بالغناء والرقص على نغمات السمسمية واغانيها التى تحوى فى معانيها اجمل الكلمات الوطنية فى حب بورسعيد والبحر وقناة السويس.


كل ذلك يتم فى مساء يوم الأحد ليلة شم النسيم، وفى صباح يوم الاثنين واحتفالات بأعياد الربيع ينتشر أهالى محافظة بورسعيد وروادها الذين أتوا إليها للاستمتاع بأجواء مميزة بها من مختلف محافظات الجمهورية، للخروج فى المتنزهات العامة والحدائق التى فتحت أسوارها لاستقبالهم، وشاطئ البحر بمدينتى بورسعيد وبورفؤاد، والقرى السياحية.


ومن عادة أهالى بورسعيد تناول الفسيخ والرنجة والسردين المملح والملوحة مع الخس والخيار والبصل الاخضر، فى يوم شم النسيم، والاستمتاع بها فى الهواء الطلق، فى الحدائق العامة والشواطئ، التى تكتظ بالمواطنين.


ويحرص أصحاب الكافيهات ومؤجرو الشماسى على شاطئ البحر ببورسعيد على إقامة حفلات السمر والمسابقات والفقرات الفنية لتسلية رواد الشاطئ يوم شم النسيم، بينما يبدأ المضيفين بنزول مياه البحر والاستمتاع بالجو الربيعى الدافئ المشمس نهارا والسباحة داخله، ويلعب الاطفال والشباب والفتيات على الرمال بالراكيت والكرة والطائرات الورقية والمصنوعة من الغاب ذات الألوان المبهجة حتى حلول الغروب وسقوط قرص الشمس الأرجوانى داخل مياه البحر فى مشهد يقوم الكثيرين بالتقاط الصور الفوتوغرافية له ومشاركته عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *